بسم الثالوث الاقدس
امين
اليقظه
الروحيه (
متجدد )
حياة التوبه هي نقطة البدء في العلاقه مع الله
واليقظه
الروحيه هي نقطه البدء في حياة التوبه
إن الانسان الذي يعيش في الخطيه ،بعيدا
عن الله ، يشبهه الكتاب المقدس بإنسان نائم ، لا يدرى بنفسه ولا بحالته ،
كيف هو ! فهو محتاج أن يستيقظ . لذلك يقول الرسول ( إنها الآن ساعة لنستيقظ
من النوم .. ) ( رو11: 13 ) .
أى أنه كفانا نوما . كفي الوقت الذي
قضيناه متغافلين عن روحياتنا وخلاص أنفسنا ، ويجب الآن أن نستيقظ ، الآن
بلا تأجيل ولا تأخير . وهكذا يتابع الرسول كلامه فيقول ( إنها الآن ساعه
لنستيقظ من النوم ، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا . قد تناهى
الليل ، وتقارب النهار . فلنخلع أعمال الظلمه ، ونلبس أسلحه النور ) .
والكنيسه ايضا تستخدم معنا نفس التعبير ..
ففي نصف الليل ، تضع لنا تسبحة ، تقول في أولها ( قوموا يا
بني النور ، لنسبح رب القوات ، لأنه أنعم علينا بخلاص نفوسنا ) قوموا ،
استيقظوا جسديا وروحيا ، لكي نسبح .. ولذلك نقول بعد ذلك للرب في نفس
التسبحه ( عندما نقف أمامك جسديا ، أنزع عن عقولنا نوم الغفله . أعطنا يارب
يقظه ، لكي نفهم كيف نقف امامك وقت الصلاة .. ونفوز بغفران خطايانا ) .
نعم ، أنه نوم الغفله ، الذي نريد أن نستيقظ منه ..
بل أن القديس بولس لا يعتبره نوما فقط ، بل ما هو أكثر من
هذا . إنه موت ، لأن الخطيه هي موت . والخطاة ( أموات بالخطايا ) ( أف 5: 2
) . لذلك يقول الرسول ( أستيقظ أيها النائم ، وقم من بين الأموات ، فيضىء
لك المسيح ) ( أف 14: 5 ) . قم ، انتبه لنفسك . ارجع الي الصحو ، لتدرى ما
أنت فيه . أستيقظ وأترك أعمال الظلمه ، فيضيء لك المسيح ، وتنتقل من الموت
إلي الحياة ( 1يو 14: 3 ) .
الشخص الخاطيء كإنسان مخدر ، لا يدري ما هو فيه ..
أحساسه الروحي معطل ، فهو لا يحس ما هو فيه ، ولا ماذا يفعل
، ولا خطورة وجسامه ما يفعله . علي رأى المثل ( سارقاه السكين ) . هو في
غفله ، خارج نفسه . ولذلك حسنا قيلعن الإبن الضال ، لما استيقظ روحيا ، إنه
( رجع إلي نفسه ) ( لو 17: 15 ) .
الإنسان في الخطيه ، في دوامه ، ينسي
فيها روحه، وينسي الله ، وينسي القيم والمثل ، إنهفي غفوة لايشعر بكل هذا
.. وربما يظن نفسه في ملء
اليقظه ويملأ الدنيا نشاطا وحركه ! بينما الملائكه تصرخ : ما بال هذا الانسان
نائما ؟ ! وإلي متي يستمر في نومه ؟ ! إنه يحتاج إلي من يوقظه ، يوقظ ضميره
وروحه . يقيمه من بين الأموات ، ليضيء له المسيح ..
حقا أن الشيطان ، حينما يريد أن يوقع
شخصا ، يخدر ضميره أولا ، أو يقوده بطريقه ما إلي حاله الغفوة والغفله هذه ،
التي تعطل الحس الروحي فلا يدرك ما هو فيه .
هنا .. وأريد أن أقدم لك صورة لحاله الخاطيء في غفلته .
تصوروا كرة تتدحرج من فوق جبل عال
كرة القيت من فوق جبل عال ، فأخذت
تتدحرج تباعا ، في أندفاع مستمر من فوق إلي أسفل ، وهي لا تمتلك ذاتها لتقف
وتقول أين أنا ؟ إنما هي تتدحرج ، بلا فكر ، بلا وعي ، بلا حس ، بلا إرادة
.. قوة الدفع تجذبها باستمرار الي اسفل خطوة تسلمها الي خطوة ودحرجه
تسلمها الي دحرجه بلا هوادة وهي لا تعرف الي اين يقودها كل هذا .. ! ولا
تستطيع ان تقف .. ولكن الي متي ؟
الي ان يصدمها حجر كبير في إنحدارها
يعترض طريقها ويوقفها ويقول لها الي اين انت ذاهبه ؟ الي اين تتدحرجين ؟
أفيقي إلي نفسك . إستيقظى هذا الإنحدار المتتابع يقودك الي الضياع .. ؟
فتقف وقد تنظر فتجد أنها هبطت كثيرا عن
مستواها السابق .. هكذا الخاطيء يحتاج الي ان يستيقظ وان لم يستطيع لابد
من ان يوقظه غيره .. اسمعوا ماذا يقول المزمور ( أنا اضجعت ونمت ثم استيقظت
) لأن الرب معي لابد من
اليقظه ومن معونه الله فيها .
وسعيد هو الانسان الذي لايطول به النوم ..
وكما يقول المرتل في المزمور ( انا استيقظ مبكرا ) ( مز 57 )
كل انسان معرض للغفوة في حياته
الروحيه فترات قد تمر علي الكل مع اختلاف في النوعيه والمستوي أما الروحيون فإنهم يتنبهون بسرعه ويفيقون لأنفسهم ويرجعون الي طقسهم الأول ..